يعاني السوريون منذ مدة، من تعليق إصدار تأشيرات لهم لدخول عدد من الدول العربية، وأبرزها مصر والعراق والإمارات، ليجدون أنفسهم في حالة إحباط كبيرة، خاصة وأنهم يتقدمون بطلب تأشيرة الدخول لتلك الدول بهدف العمل وتوفير لقمة العيش، والسؤال الذي يبرز هو ما سبب تعليق التأشيرات للسوريين؟
العراق الذي كان يمنح تأشيرات للعمل والزيارة الشهرية والسنوية للسوريين، توقف عن منحها في الفترة الأخيرة، رغم أنه من الناحية الرسمية لم يصدر أي قرار بشأن ذلك، لكن الواقع على الميدان يؤكد عدم إصدار التأشيرات للسوريين.
وفيما يخص إقليم كردستان العراق، فإن سلطاته منعت دخول السوريين إلى أربيل سواء العازبين أو العائلات في نيسان/ أبريل 2024، حتى إشعار آخر دون توضيح الأسباب، والعمل بهذا القرار لا يزال ساريا حتى الآن.
ونقل تقرير لجريدة “عنب بلدي” عن محمد شامي، وهو مواطن سوري، قوله إنه تقدم للحصول على تأشيرة عمل للعراق، عن طريق إحدى الشركات السياحية، حيث كانت تحتاج عادة لما يقارب 20 يوما حتى تصدر، لكن رغم مرور المدة على تقديمه الأوراق، ما زال ينتظر الحصول عليها.
وفيما يتعلق بمصر، فإنها أصدرت تعميما بوقف دخول السوريين من حاملي الإقامات الأوروبية وتأشيرات “شنجن” إلى البلاد دون الحصول على الموافقة الأمنية، واستثنى القرار السوريين حاملي الإقامة المؤقتة لغير السياحة، فيما لا تزال الإمارات تمنح تأشيرات فقط بناء على كفالة أقارب من الدرجة الأولى.
شروط الإمارات لمنح الإقامة، يعتبرها الكثير من السوريين، بأنها صعبة للغاية، إذ لا تمنح التأشيرة للسوري، إلا إذا كان لديه قريب مقيم في الإمارات سواء كان موظفا أو مستثمرا ويحمل إقامة سارية المفعول، حيث عليه أن يكفل أفراد أسرته، ويشمل ذلك الزوجة والأبناء.
وحتى رب الأسرة المقيم في الإمارات، فإن السلطات الإماراتية تفرض عليه استيفاء شروط معينة، أبرزها راتب بحد أدنى (1090 دولارا تقريبا) أو راتب قدره (815 دولارًا) وسكن.
و عن أسباب رفض منح التأشيرة للسوريين، فتم ترجيحها إلى سببين، الأول يتعلق بالتجاوزات التي ارتكبها بعض المواطنين السوريين في تلك الدول، ووجودهم غير القانوني بعد انتهاء صلاحية تأشيرة الدخول.
أما السبب الآخر، فهو يتعلق بالشأن السياسي والتغيرات في سوريا، فبعض الدول قد يكون لها تحفظات على المشهد السوري الحالي بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وهنا تبرز مصر التي تتحفظ على وصول المعارضة السورية لسدة الحكم، فضلا عن العراق، حيث أنه لم يقم بأي علاقات رسمية مع الإدارة السورية الجديدة إلى الآن، ولم يُهنئ أحمد الشرع بتوليه رئاسة المرحلة الانتقالية في البلاد.