طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الخميس بإجلاء 2500 طفل على الفور من غزة لتلقي العلاج الطبي بعد اجتماع مع أطباء أمريكيين قالوا إن الأطفال معرضون لخطر الموت الوشيك في الأسابيع المقبلة.
قبل أيام قليلة من بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني، قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 12 ألف مريض كانوا ينتظرون عمليات الإجلاء الطبي، وكانت تأمل في أن يتم تكثيفها خلال الهدنة.
ومن بين هؤلاء المرضى الذين يحتاجون إلى العلاج بشكل عاجل 2500 طفل، حسبما قال فيروز سيدهوا، وهو جراح صدمات من كاليفورنيا عمل في غزة من 25 مارس/آذار إلى 8 أبريل/نيسان من العام الماضي.
وقالت سيدهوا للصحفيين بعد اجتماعها مع جوتيريش “هناك نحو 2500 طفل معرضون لخطر الموت الوشيك في الأسابيع القليلة المقبلة، بعضهم يموت الآن ، وبعضهم سيموت غدا، وبعضهم سيموت في اليوم التالي”.
وقال “من بين هؤلاء الأطفال البالغ عددهم 2500 طفل، فإن الغالبية العظمى منهم بحاجة إلى القيام بأشياء بسيطة للغاية”، مستشهدًا بحالة صبي يبلغ من العمر 3 سنوات يعاني من حروق في ذراعه. وقال سيدهوا إن الحروق شُفيت، لكن النسيج الندبي كان يقطع تدفق الدم ببطء، مما جعله معرضًا لخطر البتر.
عائشة خان، طبيبة الطوارئ في مستشفى جامعة ستانفورد، عملت في غزة من نهاية نوفمبر/تشرين الثاني حتى الأول من يناير/كانون الثاني.
وتحدثت عن العديد من الأطفال الذين يعانون من البتر، والذين لم تكن لديهم أطراف صناعية أو إعادة تأهيل.
رفعت صورة لشقيقتين صغيرتين مبتوري الأطراف، تتشاركان كرسيًا متحركًا. لقد أصبحتا يتيمين في الهجوم الذي أدى إلى إصابتهما، وقالت خان: “فرصتهما الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي الإجلاء الطبي”.
وأضافت “للأسف فإن القيود الأمنية الحالية لا تسمح للأطفال بالسفر مع أكثر من شخص واحد يقدم لهم الرعاية، ومقدم الرعاية لهم هي خالتهم التي ترضع طفلها رضاعة طبيعية”.
“وبالرغم من أننا تمكنا بصعوبة بالغة من ترتيب عملية الإجلاء لهم، إلا أنهم لم يسمحوا للخالة بأخذ طفلها معها، لذا يتعين على الخالة أن تختار بين الطفل الذي ترضعه وحياة ابنتي أختها.”
وقال الأطباء إنهم يطالبون بعملية مركزية لإجلاء المرضى وفقا لإرشادات واضحة.
وقال ثائر أحمد، وهو طبيب طوارئ من شيكاغو عمل في غزة في يناير/كانون الثاني 2024: “بموجب اتفاق وقف إطلاق النار هذا، من المفترض أن تكون هناك آلية للإجلاء الطبي. ولم نر حتى الآن تفاصيل هذه العملية”.