اكتُشِف في قاع البحر الأبيض المتوسط جسَيم نيوترينو ذو طاقة أعلى بثلاثين مرة من أي نيوترينو على الأرض على الإطلاق، وتبين أنه بمثابة “رسول كوني خاص”، إذ هو شاهد على ظاهرة غامضة حدثت خارج مجرة درب التبانة.
والنيوترينو جسَيم أولي موجود بكثرة في الكون ولكن يصعب العثور عليه، إذ ليست له شحنة كهربائية، ولا كتلة تقريبا، ويتفاعل مع المادة بشكل ضعيف فقط.
وقالت الباحثة في المعهد الإيطالي للفيزياء النووية روزا كونيليونيه في بيان صدر بمناسبة نشر دراسة في مجلة “نيتشر” الأربعاء إن النيوترينوات تحظى باهتمام خاص من جانب العلماء لأنها “رسل كونية خاصة”.
وتتضافر جهود 350 عالمًا من 21 دولة لرصد ودراسة ذلك الجسيم الشبحي، الصادر منه ضوء بقوة 220 بيتا إلكترون فولت، معتقدين أنه يقدم أدلة على أكثر الظواهر الكونية غموضًا في التاريخ، مثل انفجارات النجوم واندماج الأجسام النيوترونية والتفاعلات الهائلة حول الثقوب السوداء وفقًا لموقع «Tech explorist».
ويعمل مرصد «أركا» قرب سواحل صقلية و«أوركا» قبالة مدينة تولون الفرنسية، على تسجيل أدق الإشارات التي تلتقطها الكابلات المضيئة من الطاقة التي لم يسبق لها مثيل على الأرض.
وبما أن هذه الجسيمات تتفاعل قليلا مع المادة، فإنها تستطيع الابتعاد عن المناطق الكثيفة التي أنتجتها وتنتقل في خط مستقيم عبر الكون وتاليا توفير معلومات قيمة، لا يمكن الحصول عليها بالطرق التقليدية، عن الظواهر الفيزيائية الفلكية في أصلها.
وفي حين لا يزال نظام التنبيه الخاص بالنيوترينوات قيد التطوير، يأمل العلماء أنه مع اكتماله سيتمكنون من إرسال إشعارات فورية للتلسكوبات حول العالم لتوجيه عدساتها نحو مصدر هذه الجسيمات فور رصدها.