في خطوة تحمل دلالات سياسية عميقة، أجرى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، حيث حطّ رحاله في الرياض، والتقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
هذه الزيارة التي توصف بـ”التاريخية” ليست مجرد لقاء دبلوماسي روتيني، بل تمثل نقطة تحول في مسار العلاقات العربية السورية، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الإقليمي، وسط مشهد سياسي معقد تشهده سوريا والمنطقة.
و في لقاء جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس السوري في الرياض، أكدت المملكة دعمها الكامل لسوريا، مشددة على ضرورة تحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري.
و يؤكد الباحث في العلاقات الدولية سامي المرشد ” أن المملكة العربية السعودية، باعتبارها دولة مركزية في المنطقة، تلعب دورا أساسيًا في دعم سوريا بعد سقوط النظام، الذي تسبب في انهيار الدولة، مضيفًا أن المملكة لم تتأخر في تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي، حيث تم تدشين جسر جوي إغاثي أُرسل من خلاله أكثر من 350 طنًا من المساعدات الإنسانية”.
كما قامت المملكة بدعوة المجتمع الدولي إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وقد استجابت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جزئيًا لهذا الطلب، مما يعكس ثقة الأطراف الدولية في القيادة السورية الجديدة ورغبتها في تحقيق الاستقرار.
و قد أكد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع أن بلاده تسعى لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري، مع وضع خطة لإنشاء مجلس تشريعي مصغر ولجنة دستورية تمهيدًا لإنهاء المرحلة الانتقالية خلال سنوات قليلة. كما تسعى القيادة الجديدة إلى تسهيل عودة اللاجئين السوريين، وهو أحد أهم مطالب المملكة ودول الخليج.
وفي ظل التوجهات الجديدة، يبرز الدعم الخليجي كعامل أساسي في إعادة بناء سوريا، حيث تم تأكيد هذا التوجه في اجتماع خليجي بالكويت، مع توقعات بإصدار بيانات جديدة من السعودية والإمارات بشأن مستقبل التعاون مع سوريا.
و مع تزايد الدعم السعودي والعربي، تبدو سوريا على أعتاب حقبة جديدة من الاستقرار والانفتاح، إلا أن نجاح هذا التحول يعتمد على قدرة القيادة السورية الجديدة على تجاوز التحديات الأمنية والسياسية، والاستمرار في بناء علاقات قائمة على المصالح المشتركة مع دول الجوار والمجتمع الدولي.