بدأت جامعة الأزهر اتخاذ أولى الخطوات الجادة نحو تعريب العلوم فى مجالات الطب و الهندسة والصيدلة وغيرها، حيث وقع رئيس الجامعة الدكتور سلامة داود قرار بتشكيل لجنة من قسم الطب النفسي بطب الازهر لتعريب الطب النفسي برئاسة الدكتور محمود عبد الرحمن حمودة استاذ الطب النفسي بالقسم ورئيس قسم الطب النفسي الأسبق بطب الأزهر، كبداية لتعريب باقى أقسام كلية الطب.
وكان قد سبق و أعلن الدكتور سلامة داود أن مجلس الجامعة ولأول مرة في تاريخه اتخذ قرارًا مهمًّا بتشكيل لجنة لبحث تعريب العلوم في مجالات: الطب والهندسة والصيدلة وغيرها، لافتًا إلى أن هذه العلوم وضعت في الأصل بالعربية وترجمها الغربيون نقلًا عن علماء المسلمين، وآن الأوان أن نستعيد مكانتنا بالعودة إلى هويتنا في تلقي العلوم التي وضعنا نحن المسلمين أسسها، فابن سينا كَتب الطب بالعربية وجمعه في أرجوزة طويلة تبلغ ألف بيت كألفية بن مالك في علم النحو.
ودعا رئيس الجامعة إلى تقويم اللسان العربي والاهتمام بذلك منذ الصغر، وهو ما يتأتى بحفظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية والمقطوعات الشعرية والنثرية التي تصقل اللسان وتعوده على التحدث بالعربية ، لا سيما في الوقت الحالي الذي بدأت فيه العربية تُهجر، وأصبحت الكلمات الأجنبية تجرى على لسان الأطفال؛ لانتشار المدارس الأجنبية التي تفرض لغتها علينا، وتجعلها لغة للتعلم والتعامل، موصيًا مؤسسات التعليم في وطننا العربي بفرض حفظ النصوص الأدبية على طلاب المدارس في مقرراتها التعليمية؛ حتى نواجه موجة التغريب التي تتعرض لها اللغة العربية والحرب الخفية ضدها.
و من الجدير بالذكر أن في العالم العربي تعد الجامعات السورية وبالذات جامعة دمشق صاحبة الريادة في مجال تعريب دراسة الطب، وهي تجربة ناجحة وطموحة وتعكس وجود رؤية ورسالة تجاه اللغة العربية، فقد بدأت جامعة دمشق تدريس الطب منذ عام 1919، واستمرت في تدريس الطب باللغة العربية بالرغم من محاولات الانتداب الفرنسي عرقلة هذه الخطوة الرائدة وفرض اللغة الفرنسية كبديل.
و قد أثارت هذه الخطوة التي قامت بها جامعة الأزهر في مصر جدلاً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد و معارض ، ولكن الجامعة بدأت فعلياً في قسم علم النفس حيث قامت الجامعة بتشكيل لجنة من أجل هذه الخطوة.